قضيتان مختلفتان جهة ومحمولا كما هو المدعى . ب : تقريب صاحب الفصول لدعوى الانقلاب : نقل صاحب الكفاية عن الفصول قوله : " لان الذات المأخوذة مقيدة بالوصف - قوة أو فعلا - إن كانت مقيدة به واقعا صدق الايجاب بالضرورة ، والا صدق السلب بالضرورة " [1] . ثم أردف ذلك بالمثال ، وحكي هذا المثال بعبارتين : الأولى : ما في النسخة المصححة عند المشكيني شارح الكفاية ، وهي : " مثلا لا يصدق زيد كاتب بالضرورة لكن يصدق زيد الكاتب - بالقوة أو بالفعل - كاتب بالضرورة " [2] . الثانية : ما في النسخة المصححة عند المحقق الأصفهاني ( قده ) ، وهي : " مثلا لا يصدق زيد كاتب بالضرورة لكن يصدق زيد زيد الكاتب - بالقوة أو الفعل - بالضرورة " [3] ، واختلاف العبارتين أوجب اختلاف التفسير لكلام الفصول بصورتين . الصورة الأولى : وهي مختار صاحب الكفاية في تفسير كلام صاحب الفصول ، وبيانها : إن ما طرحه صاحب الفصول راجع للمورد الأول من موارد انقلاب الامكان إلى الضرورة ، وهو أخذ المحمول في الموضوع المعبر عنه بالضرورة بشرط المحمول ، ومعناه ما ذكره الحكيمان السبزواري في المنظومة [4] وصدر المتألهين في الاسفار [5] : من الوجوب اللاحق أو الامتناع اللاحق ، فإن
[1] الكفاية : 53 . [2] شرح المشكيني على الكفاية 1 : 80 . [3] نهاية الدراية 3 : 89 . [4] شرح المنظومة 2 : 255 - 276 . [5] الاسفار 1 : 224 .