نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 340
فيكون مدة حمله عشرة أشهر ، ويكون منطبقا على المذهب المشهور . وأنت خبير بأن هذا كله على تقدير صحة ما نقله مجاهد كما حكاه الطبرسي رحمه اللَّه تعالى عنه . وهو منظور فيه في من وجهين : أحدهما : أن الذي صرّح به جملة المفسرين في معنى النسيء لا ينطبق على ما ذكره ؛ إذ معناه كما ذكروه هو ما قدمنا ذكره من تحليل بعض الأشهر الحرم لأجل استباحة الغارة فيه والقتال ، وتعويض غيره من الأشهر المحللة عنه ، فيحرمون فيه القتال ، ويحجون فيه لا ما ذكره ، فإنه لا ينطبق على الآية الشريفة ، وهو قوله سبحانه * ( يُحِلُّونَه عاماً ويُحَرِّمُونَه عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ الله ) * [1] . ويزيده بيانا ما ذكره الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي قدّس سرّه في تفسيره من أنه كان سبب نزول الآية المذكورة أنه كان رجل من كنانة يقف في الموسم ، فيقول : قد أحللت دماء المحلين من [2] طيّئ وخثعم في شهر المحرم وأنسأته ، وحرمت بدله صفرا ، فإذا كان العام القابل يقول : قد أحللت صفرا وأنسأته ، وحرمت بدله شهر المحرم ، فأنزل اللَّه * ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ ) * [3] . وقيل : ( إن أول من أحدث ذلك جنادة بن عوف الكناني ، كان يقوم على جبل في الموسم فينادي : إن آلهتكم قد أحلَّت لكم المحرم [ فأحلَّوه ] . ثم ينادي في القابل : إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه ) [4] . وثانيهما [5] : أن ما ذكره من أن الحجة التي كانت قبل الوداع كانت في ذي
[1] التوبة : 37 . [2] من المصدر . [3] التوبة : 37 . [4] تفسير البيضاوي 1 : 404 ، وفيه القبائل ، بدل : القابل . [5] في « ح » : ثانيا .
340
نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 340