والوجه الأصح هو الثاني كما ذكرنا . وأما الوجه الأول - وهو أنه لا شك في بقاء المتيقن - فغريب صدوره عن بعض أهل التحقيق ! فإن كونه مرددا بين ما هو مقطوع البقاء وبين ما هو مقطوع الارتفاع معناه في الحقيقة هو الشك فعلا في بقاء الفرد الواقعي وارتفاعه ، لأن المفروض أن القطع بالبقاء والقطع بالارتفاع ليسا قطعين فعليين ، بل كل منهما قطع على تقدير مشكوك ، والقطع على تقدير مشكوك ليس قطعا فعلا ، بل هو عين الشك . وعلى كل حال ، فلا معنى لاستصحاب الفرد المردد ، ولا معنى لأن يقال - كما سبق عن بعض الأجلة ( 1 ) - : " أن تردده بحسب علمنا لا يضر بيقين وجوده سابقا " فإنه كيف يكون تردده بحسب علمنا لا يضر باليقين ؟ وهل اليقين إلا العلم ؟ إلا إذا أراد من " اليقين بوجوده سابقا " اليقين بالقدر المشترك والتردد في الفرد ، فاليقين متعلق بشئ والتردد بشئ آخر ، فيتوفر ركنا الاستصحاب بالنسبة إلى القدر المشترك ، لا بالنسبة إلى الفرد المراد استصحابه ، فما هو متيقن لا يراد استصحابه ، وما يراد استصحابه غير متيقن ، على ما سبق بيانه . * * *