المنصوصة ، فإن مقتضى ذلك أن يرجع إلى مدى دلالة أخبار الباب ، وإلى ما ينبغي من الجمع بينها بالجمع العرفي فيما اختلفت فيه ، وقد وقع في ذلك كلام طويل لكثير من الأعلام يحتاج استقصاؤه إلى كثير من الوقت . والذي نقوله - على نحو الاختصار - : إنه يبدو من تتبع الأخبار أنه لا تفاضل في الترجيح بين الأمور المذكورة فيها . ويشهد لذلك اقتصار جملة منها على واحد منها ، ثم ما جمع المرجحات منها كالمقبولة - والمرفوعة على تقدير الاعتماد عليها - لم تذكرها كلها ، كما لم تتفق في الترتيب بينها . نعم ، إن " المقبولة " - التي هي عمدتنا في الباب والتي لم نستفد منها الترجيح بالصفات كما تقدم - ذكرت الشهرة أولا ، ويظهر منها أن الشهرة أكثر أهمية من كل مرجح . وأما باقي المرجحات فقد يقال : لا يظهر من المقبولة الترتيب بينها ، كيف ! وقد جمعت بينها في الجواب عندما فرض السائل الخبرين متساويين في الشهرة . وعلى كل حال ، فإن استفادة الترتيب بين المرجحات من الأخبار مشكل جدا ما عدا تقديم الشهرة على غيرها . ومنها : أنه يبتني - بعد فرض القول بالتعدي إلى غير المرجحات المنصوصة - على أن القاعدة هل تقتضي تقديم المرجح الصدوري على المرجح الجهتي ، أو بالعكس ، أو لا تقتضي شيئا منهما ؟ وعلى التقدير الثالث لابد أن يرجع إلى أقوائية المرجح في الكشف عن مطابقة الخبر للواقع ، فكل مرجح يكون أقوى من هذه الجهة - أيا كان - فهو أولى بالتقديم . وقد أصر شيخنا النائيني - أعلى الله درجته - على الأول ( 1 ) أي أنه