responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 276



من هذه الجهة . ومثله التدخين أو ما تعتاده النفس من المسكرات
والمخدرات ، فإن هذه حسنة بمعنى الملائمة فقط ، وليست كمالا للنفس
ولا مما ينبغي فعلها عند العقلاء بما هم عقلاء .
2 - واقعية الحسن والقبح في معانيه ورأي الأشاعرة :
إن الحسن بالمعنى الأول أي الكمال - وكذا مقابله أي القبح - أمر
واقعي خارجي لا يختلف باختلاف الأنظار والأذواق ، ولا يتوقف على
وجود من يدركه ويعقله . بخلاف الحسن بالمعنيين الأخيرين .
وهذا ما يحتاج إلى التوضيح والتفصيل ، فنقول :
1 - أما الحسن بمعنى " الملائمة " - وكذا ما يقابله - فليس له في نفسه
بإزاء في الخارج يحاذيه ويحكي عنه ، وإن كان منشؤه قد يكون أمرا
خارجيا ، كاللون والرائحة والطعم وتناسق الأجزاء ، ونحو ذلك . بل حسن
الشئ يتوقف على وجود الذوق العام أو الخاص ، فإن الإنسان هو الذي
يتذوق المنظور أو المسموع أو المذوق بسبب ما عنده من ذوق يجعل هذا
الشئ ملائما لنفسه ، فيكون حسنا عنده ، أو غير ملائم فيكون قبيحا
عنده . فإذا اختلفت الأذواق في الشئ كان حسنا عند قوم قبيحا عند
آخرين . وإذا اتفقوا في ذوق عام كان ذلك الشئ حسنا عندهم جميعا ،
أو قبيحا كذلك .
والحاصل : أن الحسن بمعنى الملائم ليس صفة واقعية للأشياء
كالكمال ، وليس واقعية هذه الصفة إلا إدراك الإنسان وذوقه ، فلو لم يوجد
إنسان يتذوق ولا من يشبهه في ذوقه لم تكن للأشياء في حد أنفسها
حسن بمعنى الملائمة .
وهذا مثل ما يعتقده الرأي الحديث في الألوان ، إذ يقال : إنها لا واقع
لها بل هي تحصل من انعكاسات أطياف الضوء على الأجسام ، ففي الظلام

276

نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست