responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 275


ثالثا : أنهما يطلقان ويراد بهما المدح والذم ، ويقعان وصفا بهذا المعنى
للأفعال الاختيارية فقط . ومعنى ذلك : أن الحسن ما استحق فاعله عليه
المدح والثواب عند العقلاء كافة ، والقبيح ما استحق عليه فاعله الذم
والعقاب عندهم كافة .
وبعبارة أخرى أن الحسن ما ينبغي فعله عند العقلاء ، أي أن العقل عند
الكل يدرك أنه ينبغي فعله ، والقبيح ما ينبغي تركه عندهم ، أي أن العقل
عند الكل يدرك أنه لا ينبغي فعله أو ينبغي تركه .
وهذا الإدراك للعقل هو معنى حكمه بالحسن والقبح ، وسيأتي توضيح
هذه النقطة ، فإنها مهمة جدا في الباب .
وهذا المعنى الثالث هو موضوع النزاع ، فالأشاعرة أنكروا أن يكون
للعقل إدراك ذلك من دون الشرع ، وخالفتهم العدلية فأعطوا للعقل هذا
الحق من الإدراك .
تنبيه : ومما يجب أن يعلم هنا أن الفعل الواحد قد يكون حسنا أو
قبيحا بجميع المعاني الثلاثة ، كالتعلم والحلم والإحسان ، فإنها كمال
للنفس ، وملائمة لها باعتبار مالها من نفع ومصلحة ، ومما ينبغي أن يفعلها
الإنسان عند العقلاء .
وقد يكون الفعل حسنا بأحد المعاني ، قبيحا أوليس بحسن بالمعنى
الآخر ، كالغناء - مثلا - فإنه حسن بمعنى الملائمة للنفس ، ولذا يقولون
عنه : إنه غذاء للروح ( 1 ) وليس حسنا بالمعنى الأول أو الثالث ، فإنه لا يدخل
عند العقلاء بما هم عقلاء فيما ينبغي أن يفعل ، وليس كمالا للنفس وإن
كان هو كمالا للصوت بما هو صوت ، فيدخل في المعنى الأول للحسن

--------------------------------------------------------------------------

كأن هذا التعبير يريد أن يحاول قائلوه به دعوى أن الغناء كمال للنفس في سماعه . وهو
مغالطة وإيهام منهم .

275

نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست