نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 97
نزولاً
في القرآن»([291]),
فيكون لمعرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ أهمية مزيدة حيث أن المتأخر ينسخ المتقدم
ويرفع مثل حكمه لما يأتي, فيسهم في تغاير الفهم أيضاً. وقد تقتضي الحكمة أن يكون
مفاد آية نسخ مفاد غيرها الأسهل بما هو أثقل وأشق بما يوافق التدرج أو غير ذلك,
وقد يكون بالأخف لانتفاء الحاجة إلى الكلفة الزائدة على الأول لدواعي الحكمة
أيضاً، وهو ما يعبّر عنه بالنسخ بالأخف إلى غير ذلك من التخيير ونسخ الوجوب بمعين,
نسخ الموسع بالمضيق([292]).
ومن أمثلة
تنوع الفهم الذي ترتب على القول بالنسخ ما في قوله تعالى:
وقيل: المراد بالآية شهر رمضان، إلا
أنه نسخ فرض التخيير إلى التضييق([296]),
وذلك أن الأمر ظاهر فيها، وليس فيه أنه كان غير شهر رمضان. وقيل أن التخيير الذي
فيها منسوخ بلا خلاف في شهر رمضان، لذا توقف الطوسي وهو من فقهاء المفسرين في فهم
ما يترتب على النسخ, إذ قال: «فينبغي أقل ما في هذا الباب أن يتوقف في المراد
بالآية، ويعتقد أنه إذا كان الفرض غير شهر رمضان فهو منسوخ به، وإن كان المراد به
شهر
[291]- محمد حسين علي الصغير: المبادئ العامة في
تفسير القرآن الكريم/55.
[292]-ينظر: الطوسي- عدة الأصول: 2/492 والغزالي:
المستصفى/ 96.