نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 88
قرأها: سكرت أبصارنا خفيفة.
وذهب مجاهد في قراءته ذلك كذلك إلى: حبست أبصارنا عن الرؤية والنظر من سكور الريح،
وذلك سكونها وركودها، يقال منه: سكرت الريح: إذا سكنت وركدت.
وقد حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه
كان يقول: هو مأخوذ من سكر الشراب، وأن معناه: قد غشى أبصارنا السكر»([252]),
إلا أنه اختار قراءة التشديد ولم يجوز القراءة بغيرها لادعائه الإجماع عليها([253]).
ومن أجاز القراءة بالتخفيف فحجته أن
(وجه التخفيف أن هذا النحو من الفعل المسند إلى الجماعة قد يخفف)([254]).
فورود هاتين القراءتين أفاد تعدداً
في المعنى, فلفظ سكر بالتشديد يعطي معنى السد والحبس, وبالتخفيف يعطي
معنى التغطية والغشاوة([255]).
والملاحظ أن هاتين القراءتين وإن افترقتا في المعنى إلا أنهما يصبّان في واد واحد,
وهو إنكار الكفار للحقيقة الجلية, تذرعاً بدعوى صرفهم عما يدعون أنه حقيقة, لشدة
عنادٍ تحملهم على التشكيك في المشاهدات وجحدها, وإنكار المعلومات ورفضها([256]).
فلم يترتب على تعدد الفهم جراء القراءتين خلاف عقائدي أو فقهي أو غيره, بل هو نافع
في مقام وصم الكفار بهذه الأوصاف.
أما تغاير القراءتين الذي ترتب عليه
تعدد في الفهم وابتنى عليه خلاف في الحكم الشرعي فمثاله القراءتين الواردتين في
قوله تعالى: