responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 85
على موارد عديدة, وقد يلتزم بمصداقها المثالي الذي هو أكمل المصاديق، وهذا لا إشكالية فيه, وإنما قد يُختلف في كون هذا المصداق هو الأكمل, وقد تبقى دلالة ذلك اللفظ على سعتها عند الجميع بحيث لا يجزم أحد بانحصارها في معنى معيّن, وليس هذا بعيداً عن طبيعة القرآن، بل كون القرآن كتاب الإنسانية على مدى الزمان والمكان، يقتضي صحة ذلك, فإن القرآن كما قال عنه الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام (ت114هـ): أنه «حي لا يموت والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا، ماتت الآية ومات القرآن. فالآية جارية في الباقين كما جرت في الماضين»([243]), «وعلى هذا يكون المراد بالاختلاف في التفسير عدم اتفاق الباحثين في القرآن الكريم على دلالة الآية أو اللفظ القرآني على مراد الله تعالى منها، بحيث يتوصل المفسر إلى معنى مغاير – ولو في الظاهر– لما توصل إليه غيره»([244]), فجلُّ الْخِلافِ في التَّفْسِيرِ «يَرْجِعُ إلَى اخْتِلافِ تَنَوُّعٍ لا اخْتِلافِ تَضَادٍّ... أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ الْمُرَادِ بِعِبَارَةِ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى فِي الْمُسَمَّى غَيْرِ الْمَعْنَى الآخَرِ مَعَ اتِّحَادِ الْمُسَمَّى»([245]) فما يراه المتتبع لكتب التفسير من أن المفسرين لم يتفقوا على تفسير واحد لكثير من الآيات القرآنية الكريمة، إنما أكثر مردّه إلى الفهم لا تهافت النص نفسه, فهو «اختلاف تنوع وتغاير لا تضاد وتنافر وتناقض, إذ هو محال في القرآن»([246]).

والذي يراه البحث أن الأولى هو تسمية هذه الظاهرة «تنوع الفهم في تفسير النص», لأن مرجع ذلك في الحقيقة إلى اختلاف فهوم المفسرين للنص, كما تعدد فهمهم نتيجة لما استقوه من وجوه القراءات وتفصيلات أسباب النزول وضوابط الناسخ والمنسوخ, وحدود المحكم والمتشابه, وحمل العام على الخاص, والمطلق على المقيد, وما يحتمل المجمل من البيان, وما يستدعيه تغيّر حركات أواخر الكلم وبنائها من إعراب وتصريف واشتقاق, وما يقتضيه تغاير الدلالة من الاشتراك والتضاد والترادف, وما يتعلق بمجمل الخطاب من التراكيب التي


[243] - العياشي-تفسير العياشي:2/203.

[244] - وسيم فتح الله- الاختلاف في التفسير حقيقته وأسبابه:6.

[245] - ابن تيمية- مجموع فتاوى ابن تيمية: 3/192.

[246] - المناوي- فيض القدير:2 / 87 وينظر: السيوطي- الإتقان: 2/469.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست