نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 45
لأصحاب الأهواء والاتجاهات المنحرفة, لدوافع وأغراض
بعيدة عن غايات الخطاب القرآني, وعلى ذلك فيأخذ التأويل أبعاداً مترامية الأطراف,
تتفاوت في مقدار قربها وبعدها عن المنشأ اللغوي الواسع, بحسب اتجاه المفسر وثقافته
وما يتمتع به من إمكانيات, على وفق ما يعتمده من بعض النظريات العلمية أو الآراء
الفلسفية والكلامية التي يعاصرها، أو بحسب ما يستند إليه من روايات ضعيفة نتيجة
لعدم اتباعه الضوابط المعتبرة في قبول الرواية وردّها, وهكذا يمكن أن تتباين
التفسيرات تبعاً لذلك بذريعة أنه من التأويل بمعناه الواسع في اللغة من الكشف عن
المعنى المقصود، بإرجاع المعنى المستودع في الآية الكريمة, وغير ذلك.
فالتأويل لغة: من الأول بمعنى الرجوعوالرد, أو ابتداء الشيء, أو الجمع
والإصلاح, أو الطلب والتحري, أوالتدبير والتقدير والتفسير([153]),
ويتفرع على ذلك استعماله في عدة معانٍ, منها:
1 - استكتشاف ما يرجع إليه المعنى,
وهو بمعنى التفسير والبيان([154]),
كما في قوله تعالى:
على أنها كانت، تأول حبها... تأول
ربعي السقاب، فأصحبا
قال أبو عبيدة: تأول حبها أي تفسيره
ومرجعه أي أن حبها كان صغيراً في قلبه فلم يزل يثبت حتى أصحب فصار قديما كهذا
السقب الصغير لم يزل يشب حتى صار كبيراً مثل أمه وصار له ابن يصحبه, وظاهر
هذا التفسير([157]).
[156] - الأعشى: هو ميمون بن قيس بن جندل بن
شراحيل المعروف بأعشى قيس والأعشى الكبير, من شعراء الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
ينظر:ابن قتيبة - المعارف: 98 وعمر كحالة- معجم المؤلفين: 13 /65, والبيت في ديوان
الأعشى: 7.