responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 43
أجل أن يحاكمها بالمقارنة بينها وبين فكرة أو دلالة ناتجة عن حقيقة علمية يقرها العقل, أو دلالة هي أجلى في آية أخرى, ليستنتج من ذلك دلالة أخرى.

ولا شك أن القرآن أعطى للعقل دوراً في عملية المعرفة، كما للحس والفطرة دوراً في عملية العلم والمعرفة, فالعقل والحس أدوات لابد منها في العملية التفسيرية منظمة إلى النقل الصحيح, قال تعالى:

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ([149]).

فمجال العقل الذي صودر بتمامه مع أنه يشتمل على بعض المبادئ التي لو انضمت إلى المنهج النقلي لكانت النتيجة أقرب للهدف المنشود في فهم المراد من النص القرآني, ترك فجوة بينة في المجال النظري والتطبيقي للتفسير.

ولعل الباعث إلى ظهور الاتجاه العقلي في التفسير هو الإحساس بأن النقل بعد ما انطوى على الموضوعات والإسرائيليات أصبح غيرَ موثوقٍ به, يضاف إلى ذلك الشعور بأن الجمود عليه لا يسد الحاجة في مواكبة التطور الفكري الحاصل، وما يرافقه من حاجة الناس إلى معان ومفاهيم جديدة تتناسب ومتطلبات الوضع الثقافي الجديد الذي أفرزه التلاقح الفكري والثقافي مع الأمم الأُخَر، وبروز ضرورات اجتماعية جديدة كان لها الأثر الواضح في صنع الحراك الفكري بنحو عام, مضافاً إلى الشعور بأن القرآن الكريم يدعو إلى التدبر والتفكر في آياته لاستنباط دقائق معانيه بما تنتظمه من أحكام وعبر.

إلا أن المنهج العقلي أخذ في بعض مناحيه جانباً من الإفراط, بإدخال التفسير بالرأي تحت عنوانه. وهذا من دواعي وقوف أصحاب المنهج النقلي بوجهه حفاظاً على قدسية النص القرآني, والالتزام بطريق التفسير النقلي الذي تتصدره السنة الشريفة.

يضاف إلى ذلك ما ينتج عن الابتعاد عن الاتجاه النقلي من فسح المجال أمام الاستحسان والقول في البيان التفسيري بما يراه المفسر من


[149] - سورة الحج: 46.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست