نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 35
ثانياً - مرحلة التأسيس([122]):
بدأت في عهد حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام , حيث دعت الحاجة جراء الظروف
التي اكتنفت ذلك العصر, بما تحمل من دواعي التلاعب بالحديث, وتوجيه النصوص
القرآنية تبعاً لأغراض شتى, وبما أن أمير المؤمنين عليه السلام, له مقام حفظ
الشريعة المقدسة, وقد أتيح له المجال لرسم الخطوط العريضة التي تمثل الأطر الأولية
التي يمكن أن تكون منطلقاً لتشييد دعائم يتماسك بها البناء المعرفي المحصن للعملية
الفكرية التي على رأسها ما يتعلق بكتاب الله تعالى وتفسيره, ابتداء بالمفتاح الأول
لفهمه وهو دلالات اللغة, وتفسير القرآن بالقرآن, وبما يفسره من حديث الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم, فقضية توجيهه لأبي الأسود الدؤلي (ت69هـ) في وضع الكليات
التي تضبط دلالات اللغة مشهورة غير خفية([123]),
وكذا في تأسيس قواعد دراية الحديث وأسس التفسير([124]),
فقد أنهجَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الملامح الأولى للأسس
التفسيرية والحديثية, التي تظهر معالمها في جوابه لسليم بن قيس (ت - نحو85هـ), إذ
سأله قائلاً: «إني سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد يتحدثون بأشياء من تفسير القرآن
والأحاديث والروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سمعت منك تصديق
ذلك, ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث والروايات عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخالفونها. فيكذب الناس متعمدين، ويفسرون
القرآن بآرائهم!؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قد
سألت فافهم الجواب:
إن في أيدي
الناس حقاً وباطلاً, وصدقاً وكذباً, وناسخاً ومنسوخاً, وعاماً وخاصاً, ومحكماً
ومتشابهاً, وحفظاً ووهماً، وقد كُذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في
حياته كذباً كثيراً, حتى قام خطيباً فقال:
أيها الناس قد كثر علي الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار»([125]).