responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 259
وقوله تعالى:

ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ([1135]).

وأما الأمة التي خصصت وأخرجت من هذا العموم فهي أمة يونس، والآية التي ورد فيها التخصيص هي قوله تعالى:

فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ([1136]).

فمعنى الآية «أنه لم يكن فيما خلا أن يؤمن أهل قرية بأجمعها حتى لا يشذ منهم أحد إلا قوم يونس»([1137]).

وقوله تعالى:

وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ([1138]).

فقوم يونس مستثنون من العموم السابق الذي مفاده أن جميع الأمم لم تؤمن إيماناً تاماً عند رؤية العذاب, ولعل الحكمة في ذلك أن غيرهم من المهلكين وتخصيص قوم يونس بدفع العذاب عنهم لصدق إيمانهم ولعلم الله تعالى «أن إيمانهم سيستمر، بل قد استمر فعلاً وثبتوا عليه»([1139]), فالعام هو أن الإيمان لا ينفع عند وقوع العذاب، ولا عند حضور الموت الذي لا يشك فيه، وخصص منه قوم يونس لما آمنوا حيث كشف الله سبحانه عنهم العذاب([1140]).

فالمعنى الإجمالي الذي أشار إليه المفسرون, يفصح بورود التخصيص في الأخبار والقصص كما يسري في الأحكام, وذلك لإفادة المعنى المراد من الخطاب وأخذ العبرة المتوخاة من النص القرآني الكريم بعد معالجة الدلالة بإجراء ضوابط العموم والخصوص, فقد تحدثت جملة من الآيات السابقة عن القرون السابقة، بنحو عام، وأعطتها سمة عامة وهي أن هؤلاء امتنعوا من الإيمان بالله في وقت الاختيار والسلامة، إلا أنهم لما


[1135] - سورة المؤمنون: 44.

[1136] - سورة يونس: 98.

[1137] - الطوسي - التبيان: 5 / 434.

[1138] - سورة الصافات: 147-148.

[1139] - عبد الرحمن بن ناصر السعدي - تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان: 374.

[1140] - الطبرسي - مجمع البيان: 5/ 229.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست