فالمراد من الإحكام إيجاد الشيء
محكماً لا خلل فيه ابتداءً([1054]),
والآيات القرآنية كلها على هذا النحو في حد ذاتها, وفي أنفسها, إلا أن التشابه في
دلالاتها يحصل بلحاظ الفهم, وجاءت بعض الآيات التي يظهر منها أنه كله متشابه،
كقوله جلّ وعزّ:
فالتشابه مأخوذ من الشبه، أي المثل([1056])،
فيقال: هذا شبهه، والشبهة: الالتباس. والمشتبهات من الأمور: المشكلات.
والمتشابهات: المتماثلات. والتشبيه: التمثيل([1057]),
فمن معاني التشابه ما يوافق بعضه بعضاً([1058]),
أي أن الآيات تماثل بعضها بعضاً من حيث أنها تجسد الخطاب الإلهي بما له من خصائص
متوافقة في النهج, فلا تتناقض في مدلولاتها. ومنه ما يعني التباس المعنى.
ويمكن النظر إلى التشابه بمعنى
احتمال التأويلات أو المعاني المختلفة, بلحاظ الأفهام. أي أن من الآيات ما لا يفهم
منه إلا معنى واحد لا غير, ومنها ما يمكن أن يفهم منها أكثر من معنى.
ويمكن تقسيم الأفهام على ثلاثة
مستويات:
1 - فهم المعصوم المقصود بالإفهام
أولاً, وهذا النحو من الفهم لا يقع فيه التشابه, فالقرآن بلحاظ فهم المعصوم محكم
كله.