responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 210
والتشبيه والاستعارة والكناية, وغير ذلك من فنون البلاغة التي لها أوثق الصلة في دلالة الخطاب في الجملة, إذ البلاغة فن يوصف به الكلام والمتكلم من دون الكلمة المفردة([901]).

فقد أولى المفسرون عناية فائقة بالبلاغة لدى استيضاح دلالات ألفاظ القرآن الكريم والوقوف على مقاصدها العظيمة, وإدراك مراد خطاباته. وذلك ما درج عليه المفسرون اتساقاً مع ما تضمن القرآن من المعاني والبيان، والفصاحة والبلاغة، مما كان له الأثر البالغ في نفوس المسلمين من تجسيم الحقائق وتوضيحها وتبيينها, إذ بين كثيراً من المسائل الدقيقة وذات الأهمية البالغة بأساليب بلاغية أخاذة، فجلا حقائقها في أحسن صورة, إذ التجأوا إلى العناية بدقائق البلاغة لبيان مراد الخطاب واستجلاء الصور الفنية التي لها الأثر الكبير في النفوس في إيصال المعنى الظاهر والكامن في باهر آيات الكتاب العزيز, اتكالاً على توظيف الأسس البلاغية التي يبتني عليها علما البيان والمعاني, بما انتظما من مجاز وتشبيه واستعارة وكناية, والخبر والإنشاء والتقديم والتأخير والفصل والوصل, وعلى ذلك:

1 - لابد للمفسر من معرفة علمي المعاني والبيان بأوضاعهما التي هي من أعمدة التفسير([902]), فبالمعاني يعرف خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى, للاحتراز عن نسبة الخطأ في تأدية المعنى المراد, وبالبيان يعرف خواص الكلم من جهة اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها([903]) للاحتراز عن نسبة التعقيد المعنوي للقرآن الكريم.

2 - ينبغي للمفسر الاعتناء بما يمكن إحصاؤه من المعاني التي يتكلم فيها البليغ([904]), للتعرف على دقائق العربية وأسرارها, لما تضمنه القرآن الكريم من معانٍ دقيقة اشتملت وجوهاً تفسيرية عديدة.

3 - لابد للمفسر من التمرن على مطالب علمي المعاني والبيان, إذ لا طريق إلى تحصيل التفسير لغير ذوي الفطر السليمة بإتقان علمي


[901] - ينظر: محمد حسين علي الصغير: أصول البيان العربي/33..

[902] - ينظر: الزركشي - البرهان:1 /312.

[903] - ينظر: السيوطي - الإتقان:2 / 477 - 478.

[904] - ينظر: الزركشي - البرهان:1 /312.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست