نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 204
عن
العرب وجرى على ألسنتهم, أو كونه مما قالته العرب قبل النزول الذي هو أولى
بالاستشهاد به مما هو بعد النزول, لئلا تقع شبهة الاقتباس والتضمين, فلا يصح
الاستشهاد حينئذ لأنه دور, كما لا يصح الاحتجاج بالمهجور من النصوص الموغلة في
القدم عن عصر النزول, وأن لا يكون منافياً لما في القرآن الكريم كما في سجع
الكهان.
الأمثال
وإن كان المثل يقع تحت عنوان النثر
إلا أن أهميته وما له من الخصوصية وكثرة استشهاد المفسرين به لدى تفسير بعض
المفردات وما انتظمته من المعاني, أفرده البحث في العرض والبيان للوقوف على ضوابط
الاستشهاد به.
بلغت العرب في ضرب الأمثال شأواً
بعيداً, حتى شاعت في كلامهم, إذ كانوا يسوقنها في الخطب والوصايا, فقد «كان
الرَّجلُ من العرب يقِفُ الموقفَ فيرسلُ عدَّة أَمثالٍ سائرة، ولم يكن النَّاسُ
جميعاً ليتمثلوا بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع، ومدار العلم على الشّاهِدِ
والمَثَل»([871]),
وقد تلقاها علماء اللغة والتفسير من ألسنة الرواة لما وجدوا فيها من قيمة فنية
وعلمية تصلح للاستشهاد بها على صحة المنحى أو بيان المراد, فتتبعوها وتقصوا مآخذها
ومتعلقاتها.
والمثل
في اللغة: «الشيء يضرب للشيء فيجعل مثله. والمثل: الحديث نفسه»([872]), والمثل:
كلمة تسوية. يقال: هذا مثله ومثله كما يقال شبهه وشبهه بمعنى([873]), وأصل الكلمة «الميم والثاء واللام أصل صحيح يدل على مناظره الشيء
للشيء. وهذا مثل هذا أي نظيره.. والمثل المضروب مأخوذ من هذا لأنه يذكر مورى به عن
مثله في المعنى»([874]).
وذكر أهل اللغة للمثل معانٍ كثيرة
ناشئة من استعمال هذه المادة في مجالات عديدة كالشبه والنظير والصفة والعبرة
والحجة والآية والمثال والحذو والشاخص, ويبدو أن لفظ المثل المستعمل في التشبيه هو
أوسع