وأما الخروج، فكـأَتِمُّوا
الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ([770])، وفَنَظِرَةٌ
إِلَى مَيْسَرَةٍ([771])، وحينئذ لا دلالة على دخول المرفق، وكذا لا دلالة على الابتداء
بالمرفق، ولا الأصابع، لأن الغاية قد تكون للغسل، وقد تكون للمغسول، وهو المراد هنا([772]).
فلابد للمفسر أن يبحث في مثل هذه
الحالة عن بيان معنى الحرف من خارج الكلام كالسنة الشريفة المختصة بالمسألة ذاتها,
أو ما يماثلها, فقضية الابتداء والدخول في الآية مستفاد من بيان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم، فإنه توضأ، وابتدأ بأعلى الوجه وبالمرفقين، وأدخلهما([773]),
فبما (أنه عليه الصلاة والسلام غسل يديه حتى جاوز المرفق، وفعله صلى الله عليه
وآله وسلم مبين، فلما أدخل المرفقين دل على وجوب غسلهما)([774]).
وهذا ما أشار إليه البحث بعدم صحة
الجزم في إثبات معنى معين إلا بدليل.
وكذا الكلام في الباء من قوله تعالى:
وامسحوا برؤوسكم.
فقيل: الباء للتبعيض، لوضوح الفارق
بين مسحت بالمنديل وبين مسحت المنديل([775]).