نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 124
ويشتهر ذلك
اللفظ ما بين الواضعين في إفادة المعنيين وهذا على أن اللغات غير توقيفية, وأما من
واضع واحد لغرض الإبهام على السامع حيث يكون التصريح سبباً لمضرةٍ أو نحو ذلك من
الأغراض([449]), فهو قد عيّن للدلالة على كل من المعنيين بنفسه، وعدم فهم أحد
المعنيين بالتعيين لعارض الاشتراك لا ينافى ذلك.
فالقرء مثلاً عيّن مرّة للدلالة على
الطهر بنفسه، ومرّة أخرى للدلالة على الحيض بنفسه فيكون موضوعاً بالتعيين([450]).
وقالوا إن منشأ ظاهرة الاشتراك
اللفظي مردّها إلى أنّ «الألفاظ متناهية والمعاني غير متناهية والمتناهي إذا وزع
على غير المتناهي لزم الاشتراك»([451]).
هذا بلحاظ الوضع, أما إرادة المعنيين
في الاستعمال في آن واحد فقول الأكثر على أن: تنزيل المشترك على معنييه باطل، لأنه
لو نزل على ذلك لكان استعمالاً للفظ في غير ما وضع له، لأن اللغوي لم يضعه لمجموع
المعاني دفعةً، بل وضع اللفظ لكل معنى على حده، فلو نزل عليهما معاً لكان ذلك
عدولاً عن وضع اللغة([452]).
وذلك مما جعل المفسرين يتقصّون مثل
هذه الظواهر اللغوية في الآيات القرآنية, والتي أثمرت تنوعاً في تفسيراتهم, ومن
ذلك كلمة زعيم في قوله تعالى: