وكان ينحدر
من سلالة معروفة بإساهمها في بعض الفتن، فحينما دخل على عبد الملك بن مروان وطلب
منه ان ينتسب ويبين اسمه وأسماء آبائه، قال: (دخلت معه ــ يشير إلى شخص كان برفقته
ــ على أمير المؤمنين فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به فرفع وليس عنده غير
قبيصة، فسلمت بالخلافة، فقال: من أنت؟ قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
بن شهاب، فقال: أوه قوم نعارون في الفتن، قال: وكان أبي مع ابن الزبير...)([150]).
تضخيم محدثي أهل السنة لشخصية الزهري ومروياته
قال
الذهبي: (وقال الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: ما بقي عند أحد من العلم ما بقي
عند ابن شهاب. وقال سعيد بن بشر عن قتادة قال: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن
شهاب ورجل آخر، كأنه عنى نفسه.
وقال أبو
بكر الهذلي مع مجالسته للحسن وابن سيرين: لم أر قط مثل الزهري. وقال سعيد بن عبد
العزيز: ما الزهري إلا بحر. سمعت مكحولا يقول: ابن شهاب أعلم الناس.
وقال مالك:
بقي ابن شهاب وماله في الناس نظير. وقال موسى بن إسماعيل: شهدت وهيبا وبشر بن
المفضل وغيرهما ذكروا الزهري فلم يجدوا أحدا يقيسونه به إلا الشعبي. وقال ابن
المديني: أفتى أربعة: الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم)([151]).
وقال ابن
المديني: (دار علم الثقات على ستة: فكان بالحجاز عمرو بن دينار والزهري، وبالبصرة
قتادة ويحيى بن أبي كثير، وبالكوفة أبو إسحاق والأعمش)([152]).
وسيأتي فيما
سيأتي من سطور شواهد كثيرة تكذب وتعارض هذه