أقول:
والحديث إضافة إلى علة التفرد ضعيف، لوجود أكثر من راوٍ مطعون في وثاقته، كالحارث
الذي نقل الرواية عن الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه، وهو: (الحارث بن عبد الله
الأعور الهمداني الحوتي الخارفي) وكان الشعبي يقول: (حدثنا الحارث الأعور وكان كذابا)([1118])
ويوجد فيها رجال آخرون تركنا الخوض في تفاصيلهم كمثل فراس وعبيد فكلاهما له أوهام
ولعل هذا من أوهامهما.
والحارث
وان كان عند الشيعة ثقة ومن أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الأجلاء، إلا أن
تضعيفهم له كاف لإسقاط روايتهم هذه المكذوبة والمنسوبة إلى علي كذبا وافتراء من
باب (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم).
باء: الرواية الثانية
وقال
الطبراني أيضا في (المعجم الأوسط): (حدثنا علي بن العباس الأسماء الكوفي قال نا
زكريا بن يحيى الأكفاني قال نا خنيس بن بكر بن خنيس قال نا مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قال رسول الله «ص»
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين.
لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا خنيس، تفرد به: زكريا بن يحيى، ولا يروي عن ابن أبي
جحيفة إلا بهذا الإسناد)([1119]).
أقول: وهو
مع علة التفرد ضعيف أيضا، ففيه خنيس بن بكر بن خنيس، وهو شيخ ضعيف، قال الخطيب
البغدادي: (أخبرنا أحمد بن محمد الكاتب أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال قرأت على
محمد بن أبي طالب بن علي قال: قال أبو علي صالح بن محمد: خنيس بن بكر بن خنيس شيخ
ضعيف)([1120]).
وفيه أيضا
مالك بن مغول، وأصحاب الحديث من السنة وان