وتوثيق
يحيى بن معين متضارب فيه، فقد نقلت عنه بعض الأخبار بأنه وثقه، ونقلت عنه أخبار
أخرى بأنه ضعفه، قال عبد الله بن عدي في (الكامل): (حدثنا علان ثنا ابن أبي مريم سألت يحيى بن معين عن عبد
الحميد بن عبد الرحمن الحماني فقال ضعيف ليس بشيء حدثنا أحمد بن علي عن بحر قال: ثنا عبد الله بن أحمد
الدورقي قال: قال يحيى بن معين يحيى بن عبد الحميد الحماني ثقة وأبوه ثقة)([1081])
وعند حصول مثل هذا التضارب فإما أن يهمل هذا القول المتضارب، وأما يرجع فيه إلى
المشهور، وفي كلتا الحالتين تسقط وثاقة الحماني هذا.
وأما ذكر
ابن حبان له في ضمن كتابه (الثقات) فلا عبرة به، لان ابن حبان معروف بالتسرع في
توثيق المجاهيل والضعفاء، ولا ريب أن توثيقه هذا داخل في هذا الأمر، ولأنه لو كان
ثقة لما خفيت وثاقته عن احمد بن حنبل والنسائي وابن سعد وغيرهم.
ثالثا: أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم كان أموي الانتماء فهو
متهم في هذا الحديث
قال الذهبي
في (سير أعلام النبلاء): (الأصم محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان، الإمام
المحدث مسند العصر، رحلة الوقت، أبو العباس الأموي مولاهم)([1082]).
وقال خير الدين الزركلي في (الأعلام): (محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن
سنان الأموي بالولاء، أبو العباس الأصم: محدث، من أهل نيسابور)([1083]).
وكون أبي
العباس الأصم أموي الولاء يبعث في القلب الريبة، لان القرائن تشير بأجمعها على أن
لبني أمية يداً طولى في خلق هذه الزيادة.