نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 371
وتصحيحاته ورموه تارة بأنه من المتساهلين في الرواية، ورماه بعضهم الآخر
بالتشيع، وشنع عليه بعضهم الآخر بأنه رافضي خبيث، حتى بلغ به الحال أن حوصر إعلاميا
واجتماعيا، وهيجت عليه هذه الأقوال وغيرها رعاع الناس وسفهاؤهم من أنصار الأمويين
ومحبي أعداء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهوجم بعد أن كثرت عليه
الاعتراضات والتحريض من بعض المخالفين بسبب إخراجه تلك الأحاديث، وحطموا منبره
الذي كان يجلس عليه للتحديث والرواية، وهرب منهم وبقي متخفيا في بعض المنازل خوف
القتل والأذى، وقد ذكر الخطيب البغدادي سبب هذه الفتنة بقوله: (جمع الحاكم أبو عبد
الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما
إخراجها في صحيحيهما، منها الحديث الطائر «ومن كنت مولاه فعلى مولاه» فأنكر
عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله، ولا صوبوه في فعله)([888]).
وقد روى
قصة تخفيه وخوفه غير واحد من المؤرخين والمحدثين منهم ابن كثير في كتابه (البداية
والنهاية) حيث قال: (وقال محمد بن طاهر المقدسي: قال الحاكم: حديث الطير لم يخرج في
الصحيح وهو صحيح، قال ابن
طاهر: بل موضوع لا يروى إلا عن إسقاط أهل الكوفة من المجاهيل، عن أنس، فإن كان
الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل، وإلا فهو معاند كذاب. وقال أبو عبد الرحمن السلمي:
دخلت على الحاكم وهو مختف من الكرامية لا يستطيع يخرج منهم، فقلت له: لو خرجت حديثا في فضائل معاوية لاسترحت مما أنت فيه فقال: لا يجيء من قبلي([889])،
لا يجيء من قبلي)([890]).
وقال
الذهبي في (تاريخ الإسلام): (وكان منحرفا غاليا عن معاوية وأهل بيته، يتظاهر به
ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة يقول: سمعت عبد الواحد المليحي يقول:
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: دخلت على أبي عبد الله الحاكم وهو في داره لا
يمكنه