نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 353
الحديث المكذوب الموضوع الذي لم يصححوه، يبين هذا لكل متأمل
ما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من فضائل القوم كما في الصحيحين انه قال «لو كنت
متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» وهذا الحديث مستفيض بل متواتر عند
أهل العلم بالحديث فإنه قد اخرج في الصحاح من وجوه متعددة من حديث ابن مسعود وأبي سعيد
وابن عباس وابن الزبير وهو صريح في انه لم يكن عنده من أهل الأرض أحد أحب إليه من أبي
بكر فإن الخلة هي كمال الحب وهذا لا يصلح إلا لله فإذا كانت ممكنة ولم يصلح لها إلا
أبو بكر علم انه أحب الناس إليه)([840]).
أقول: ويرد
على هذا المتعنت المتعصب عدة أمور أهمها:
أولا: قوله
عن حديث: (لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا) بانه (الحديث مستفيض بل متواتر عند أهل
العلم بالحديث فإنه قد اخرج في الصحاح من وجوه متعددة من حديث ابن مسعود وأبي سعيد
وابن عباس وابن الزبير) محض افتراء وتفلسف وهذر للكلام.
لان مجرد
إخراجه من وجوه متعددة لا يصيره متواترا ولا مستفيضا، ولو كانت قاعدته سليمة
وصحيحة للزم عليه ومن باب أولى تصحيح حديث الطائر المشوي، والحكم عليه بالتواتر أو
الاستفاضة ، لأنه ورد عن طرق كثيرة جدا تفوق طرق الحديث الذي احتج به في فضائل أبي
بكر، فلو كان حديث خلة أبي بكر متواترا أو مستفيضا لهذا السبب لكان حديث الطير أولى
بالتواتر وأحق.
وقوله: إنّ
أهل الحديث لم يصححوا حديث الطائر فهو كذب منه قد سبق الكلام عنه في الفقرات
السابقة.
ثانيا: إن
حديث (لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا) قد صحح أهل السنة بعض طرقه، وان أكثر طرقه
قد كذبت وضعفت، فكيف يكون حديثا أكثر طرقه مكذوبة وضعيفة متواترا ومستفيضا، وفيما
يأتي جملة من أقوالهم وتصريحاتهم بضعف كثير من طرقه، استخرجناها من كتاب (مجمع
الزوائد) للهيثمي وغيره.