(عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة... والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه فان كان كذلك استحق الترك حينئذ)([744]).

فالرواية عن انس بهذا السند ثابتة لا ريب في صحتها.

ثالثا: ما رواه الطبراني وصححه الهيثمي

قال الطبراني في المعجم الكبير: (حدثنا عبيد العجلي ثنا إبراهيم بن سعد الجوهري ثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم عن فطر بن خليفة عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أتى بطير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجاء علي رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: اللهم وال [من والاه] ([745]))([746]).

وقد علق الهيثمي على هذا الحديث في كتابه (مجمع الزوائد) بقوله: (رواه البزار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة)([747]).

أقول: وسيأتي ان تعليق الهيثمي فيه وهم، لان فطر بن خليفة قد اخرج له البخاري في صحيحه، فيعد من رجال الصحيح، ولكن عبيد

[744] الثقات لابن حبان ج 7 ص 97 ــ 98.

[745] البداية والنهاية لابن كثير: ج7، ص387.

[746] المعجم الكبير للطبراني ج7 ص82.

[747] مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 126.