نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 259
السنة والمسماة
بالصحاح أو المسانيد أو الموطآت لم تكن بمعزل عن هذا التزوير والتبديل والتناقض
والتحيز، وقد استعرضنا لإثبات هذه الحقيقة أربعة نماذج هي عمدة ما يرتكز عليه أهل
السنة، وقد ثبت بشكل جلي ان هذه المدونات قاصرة الحجية من حيث النقل ومن حيث
المحتوى، وان هنالك تناقضاً واضحاً ما بين القاعدة والتطبيق، فضلا عن حالة التحيز
وعدم الشمولية في استيعاب السنة النبوية المطهرة ونقلها.
هذا إضافة
إلى ان هذه المسانيد والصحاح لم تصل إلينا اليوم إلا بطرق ضعيفة لا تصمد أمام
النقاش الموضوعي، ولو سلمنا بصحة وصولها فانا لا نسلم قطعا بخلوها من النقص
والتلاعب والتزوير والدس من ناقليها.
17: بعد
ان انتشرت الروايات الضعيفة والطرق العليلة والمكذوبة في المدونات المهمة عند أهل
السنة، عقد العزم جملة من المتقدمين على وضع قواعد للجرح والتعديل في سبيل تمييز
صحيح الأحاديث من عليها، ولكن وللأسف فقد وجدنا كما وجد الآخرون ان هذه القواعد
التي وضعها المتقدمون لا يمكن عدّها قاعدة ثابتة مجمعاً عليها، فقد كان لكل واحد
من المتقدمين قاعدة خاصة ورأي مناقض لرأي معاصريه وأقرانه، وقد ضربنا عدة أمثلة
على هذا التضارب المؤسف، إضافة إلى تأثير العصبية والحسد والبغضاء والتنافس
الدنيوي في مناهج التعديل والتجريح، وقد رأينا كيف ان الشخص الواحد منهم يتناقض مع
نفسه في القاعدة الواحدة فيجزم بصحة حديث معين في احد مدوناته ثم يجزم بكذب الحديث
نفسه في كتاب آخر له، ويوثق بعض الرجال في كتاب ويضعفه ويفسقه في كتاب آخر، كما
انه يشترط على نفسه شروطا معينة ثم يخالفها وينقضها حين التطبيق وهكذا وقد مرت في
الفصلين الثاني والثالث نماذج عديدة لهذا التناقض المنهجي.
وأما بالنسبة للمتأخرين فالنزاع عندهم أكبر والتناقض لديهم أعظم، وقد مرت
عدة أمثلة تدل على أن المتأخرين لم يكونوا راضين ولا منسجمين مع قواعد وآرائهم
وشروطهم المتقدمين مما اوجد
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 259