أقول: هذه بعض النماذج وقد تركنا أكثرها للاختصار.

2: تناقض ابن حبان في توثيق الرواة وجرحهم

كثيرون هم الذين اضطربت حولهم أقوال ابن حبان جرحا وتعديلا، وفيما يأتي جملة من الذين وثقهم ابن حبان في كتابه (الثقات) ثم أعاد ذكرهم فطعنهم وضعفهم في كتابه (المجروحين) أو بالعكس، وهم على نحو الاختصار كل من:

ألف: إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عبيد الله القرشي

قال ابن حبان في كتابه المجروحين: (إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عبيد الله القرشي، عداده من أهل المدينة يروي عن المسيب بن رافع روى عنه ابن المبارك ووكيع، كنيته أبو محمد، كان رديء الحفظ، سيئ الفهم، يخطئ ولا يعلم، ويروي ولا يفهم، سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف)([556]).

وأعاد ابن حبان ذكره في كتاب (الثقات) قائلا: (إسحاق بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله كنيته أبو محمد أمه خنساء بنت زياد بن الأبرد بن معاذ بن عدي يروي عن عيسى بن طلحة والمسيب بن رافع روى عنه ابن المبارك وأهل العراق مات في ولاية المهدي يخطئ ويهم قد أدخلنا إسحاق بن يحيى هذا في الضعفاء لما كان فيه من الإيهام ثم سبرت أخباره فإذا الاجتهاد أدى إلى أن يترك ما لم يتابع عليه ويحتج بما وافق الثقات بعد أن استخرنا الله تعالى فيه)([557]).

أقول: فيتضح من كلام ابن حبان هذا ان حكمه على إسحاق بن يحيى بالضعف لم يكن عن دراسة تامة وشاملة لجميع أبعاد شخصيته

[555] المصدر السابق ج 1 ص 604.

[556] كتاب المجروحين لابن حبان ج 1 ص133.

[557] الثقات لابن حبان ج 6 ص 45.