وقال العيني أيضا: (وقال الكرماني: وفي بعض النسخ: كتاب التوحيد ورد الجهمية، بالإضافة، إلى المفعول، ولم تثبت البسملة قبل لفظ: الكتاب، إلا لأبي ذر)([386]). وتوجد عشرات المصاديق الأخرى تركناها للاختصار، وفيما سبق كفاية لمستبصر.

أقول: هذا الاختلاف والتضارب والتزوير كله قد وقع في النسخ الأصل لكتاب الجامع الصحيح، أما الاختلافات والتزوير والدس والإضافات والحذوفات في النسخ الحديثة الموجودة بين أيدي الناس اليوم فأكثر من ذلك بأضعاف وأضعاف، فكل طبعة من الطبعات الحديثة تأخذ نسخة معينة وتدخل فيها من باقي النسخ وتحذف بعض العبارات والأبواب وتضيف عبارات وأبواباً أخرى وترقم الأحاديث، مع ان النسخة الأصل لا أرقام فيها إلى غير ذلك مما يطول ذكره ويحتاج إلى كتاب مفصل، عسى الله أن يوفق له بعض الباحثين آمين يا رب العالمين.

الأنموذج الرابع: كتاب صحيح مسلم

صحيح مسلم هو الكتاب الذي ينسب إلى مسلم القشيري، ومسلم وكما يقول الذهبي هو: (مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ، القشيري النيسابوري، صاحب «الصحيح»، فلعله من موالي قشير)([387])، ولا نريد الدخول في تفاصيل نسبه وهل كان فعلا من موالي قشير أو لا، وهل كان ينحدر من جذور مجوسية أو لا، لان في الموضوع خلافاً ينبئك عنه تلميح الذهبي وقوله: (فلعله من موالي قشير) والحر تكفيه الإشارة.

[385] عمدة القاري للعيني ج 25 ص 81.

[386] المصدر نفسه.

[387] سير أعلام النبلاء للذهبي ج 12 ص 557 ــ 558.