دور نشأته، حتى بلغ إلى ما هو عليه الآن، وقد
أتى عليه إلى هذه الأيام نحو ثلاثمائة سنة وهو يقام في بلدان الشيعة، بمرأى
علمائهم ومسمع، من دون إنكار منهم، فكأنهم لعدم نفوذهم، ولا أقول لجهلهم - تركوا
الإنكار إلى الزمن الذي ينفرد به حضرة (السيد) في البصرة والكويت!! فينكر ما جرت
عليه سيرة الشيعة، وأيدته علماؤها، وانطبقت عليه من العناوين الراجحة التي تضمنتها
أخبار الأئمة الأطهار، ما لا يحصى كثرة.
أنا لا أبخس هذا الرجل حقه من الفضل في بعض النقليات، لكنه لم يخلق للإفتاء،
ولا للخوض في الفنون الدقيقة والأسرار الغامضة، و(المرء ميسّر لما خُلق له)([116])،
وهذا عذره عندي فيما ارتبك فيه، وهو عذري عنده فيما ارتكبته في هذه الرسالة.
لقد مر
زمن، وهو أوائل المائة الثانية عشر، والمبرّز بالعلم والفضل والورع في إيران،
وخاصة بالري وقم الميرزا أبو القاسم القمي([117])،
وفي أصفهان وفارس وبلاد الجبل الإمام الشفتي السيد محمد باقر الرشتي([118])،