إن كان صاحب الرسالة يطلب اتصال السيرة
بالصدر الأول لزمه أن يبطل لطم الصدور في الدور، لأنه حادث، وكذا لبس الثياب
السود، وإلباس الجدران بالسواد، ويبطل الناس والروايات والأعلام، وكشف الرؤوس وصرف
الأموال و.. و.. و...، لأنها أمور لم تكن في زمن الأئمة، ولا حاجة له على هذا في
تحريم خروج مواكب اللطم إلى وقوع الفتن فيها، بل يكفي في ذلك حدوثها.
نظرة في التأريخ
أنا الآن
أذكر لك نبذة تاريخية تعرف منها الزمن الذي ظهرت فيه المآتم بلا اتقاء، وحدثت فيه
المواكب والتمثيل بنفوذ ملوك الجعفرية وعلمائهم.
فبالرغم من
حث الأئمة عليهم السلام على التذكارات الحسينية ما كان ينعقد فيها من المآتم، إلا
نحو ما كانوا يعقدونه في دورهم، يحضره - لضرب من الاتفاق - مثل أبي هارون المكفوف،
وأبي عمارة المنشد، وجعفر بن عفان، وأضرابهم([104])،
لأن بني أمية تمنع الشعراء أن ترثي