قبيحاً، وظهور المرأة
المتسترة للرجل من دون نظر من كل منهما للآخر ليس بمحرّم، نعم هو موجب للالتفات
إلى قبح ما ارتكبه بنو أميّة من سبي عقائل الرسالة، ولا قبح فيه، وإن كان فهو على
الأمويين لا على الممثّلين، ولو أنه مما تأباه الغيرة والحمية لم أمنع منه.
وعلى كل حال، فالتشبيه المتداول في بلدان الشيعة هو
تمثيل فاجعة الحسين عليه السلام بما صدر فيها من أقوال وأفعال، عدا تشبيه النساء وهتكهن،
وهو محل العناية في الكلام، لا هذا التشبيه المستهجن.
ثم إنه في أثناء الإرعاد على تشبيه النساء ذكر أمرين، قد
يشتبه على الناظر في كلامه مراده، لإدماجه أحدهما في الصفحة (6)، إنه قال - مخاطباً
لعامل الشبيه - ما ملخصه: لِمَ لم تسأل من تركن في دينك إليه عن هذه الهيئات
السخيفة، الموجبة للسخرية بالشريعة؟ فليت شعري هل ورد عن الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم - ولو خبر ضعيف - في شرعيتها، حتى تصول به على المتشرعين؟.
فإن كان يريد الإنكار على تشبيه النساء، لأنه ذكره في
أثناء إنكار ذلك فهو، وإلا فإن طلب الخبر الضعيف - لولا الجهل بأصول الفن - لا وجه
له، لأن التحريم هو المحتاج إلى الدليل لا الجواز(1)([50])،
ومع غض النظر عن ذلك، فإن في الأخبار العامة كفاية، كأخبار الإبكاء والتحزين
وإحياء أمر الحسين عليه السلام وذكر مصيبته، فإن ذكرها لا يلزم أن يكون لسانيّاً،
كما أن إحياء أمره كذلك، هذا مضافاً إلى ما أسلفناه من قيام العلة التي أوجبت
شرعية المآتم فيه بوجه أتم([51]).
وأمّا الخبر الخاص بالتمثيل، إن كان يزيد به نحو أن يقول
القائل: (مثّلوا مصيبة الحسين عليه السلام) فمن الجهل طلبه، وإن كان يكتفي بما كان
متضمناً لوقوع التمثيل فهو كثير، وقد نطق القرآن المجيد بتمثيل غير المسيح به،
وإلقاء شبهه عليه، فإن هذا ليس إراءة وتخييلاً، نحو الإراءة الطيفية، بل هو حقيقة
واقعية لابسة ثوب خيال، وقد ورد في الأخبار تمثيل