والأنبياء بوصفهم بشراً، لا تشذ حياتهم وسيرتهم عن التقسيم المذكور آنفاً.

وبناءً على ذلك يمكن لنا تقسيم السيرة النبوية على نوعين من الوقائع:

أولاً: الوقائع التاريخية من السيرة النبوية

الوقائع التاريخية من السيرة النبوية: هي الوقائع التي يتشكّل بها تاريخ حياة أي نبي من الأنبياء عليهم السلام. من قبيل ولادة موسى عليه السلام وظروفها، ونشأته في قصر فرعون، ثم قتله للمصري، وهربه من مصر، ثم استقراره في مدين وزواجه هناك، ثمّ رجوعه إلى مصر، ووحي الله له في الطريق وتكليفه بالرسالة، إلى آخر الحوادث التي يتشكل بها تاريخ حياته عليه السلام.

أو من قبيل ولادة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وظروفها، ثم نشأته في كنف جده عبد المطلب وعمه أبي طالب، ثم زواجه بخديجة، ثم اشتراكه بحلف الفضول ووضعه الحجر الأسود بيده في مكانه لما بنت قريش الكعبة، ثم تعبده في غار حراء، ثم نزول الوحي عليه وسماع علي عليه السلام - حيث كان معه آنذاك - رنة الشيطان، إلى آخر الحوادث التي يتشكّل بها تاريخ حياته الشريفة.

وهذا النوع من الوقائع والحوادث يسميه القرآن الكريم بـ(القصص) أو (الأنباء) أو(الأحاديث) ثم أطلق عليه المسلمون في القرن الأوّل والثاني الهجريين بـ(السيرة) وفيما بعد سميت بـ(الأخبار) ثم بـ(التاريخ).

(والسيرة النبوية) حين نجدها عنواناً لعشرات أو مئات من الكتب ككتاب السيرة النبوية لابن إسحاق مثلا يراد بها أساساً (تاريخ النبي