فلمّا أفاق
قال بعضهم: ألا نأتيك يا رسول الله بكتف ودواة فقال:
أبعد الّذي قلتم،
لا. ولكن احفظوني في أهل بيتي واستوصوا بأهل الذمّة خيراً وأطعموا المساكين
والصلاة وما ملكت أيمانكم.
فلم يزل
يردّد ذلك حتّى أعرض عن القوم بوجهه فنهضوا وبقي عنده العبّاس والفضل وعليٌّ عليه
السلام وأهل بيته خاصّة، فقال العبّاس: يا رسول الله إن يكن هذا الأمر فينا
مستقرّاً من بعدك فبشّرنا وإن كنت تعلم أنّا نغلب عليه فأوص بنا، فقال:
أنتم المستضعفون
من بعدي.
وصمت، ونهض
القوم وهم يبكون فلمّا خرجوا من عنده قال:
ردّوا عليَّ أخي
عليّ بن أبي طالب وعمّي.
فحضرا
فلمّا استقرّ بهما المجلس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا عبّاس يا عمَّ
رسول الله تقبل وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني؟
فقال
العبّاس يا رسول الله عمّك شيخ كبير ذو عيال كثير وأنت تباري الرّيح([553]) سخاء وكرماً وعليك وعدٌ لا ينهض به عمّك،
فأقبل على عليّ فقال:
يا أخي تقبل
وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني؟
فقال:
نعم يا رسول الله صلّى الله عليك وآلك،
فقال:
أُدن منّي.
[552]
الإرشاد للمفيد: ج1، ص184. صحيح البخاري: ج4، ص31. باب: دعاء النبي صلى الله عليه
وآله وسلم إلى الإسلام.