نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 206
وبعث خالداً إلى الأُكيدر
صاحب دومة الجندل وقال له: لعلّ الله يكفيكه بصيد البقر فتأخذه، فبينا خالد
وأصحابه في ليلة إضحيان([504]) إذ أقبلت البقرة، تنتطح باب حصن أُكيدر وهو
مع امرأتين له يشرب الخمر فقام فركب هو وحسّان أخوه وناس من أهله فطلبوها وقد كمن
له خالد وأصحابه فتلقّاه أُكيدر وهو يتصيّد البقر فأخذوه وقتلوا حسّاناً أخاه وعليه
قباء مخوّص بالذّهب([505]) وأفلت أصحابه وقد دخلوا الحصن وأغلقوا الباب
دونهم فأقبل خالد بأُكيدر وسار معه إلى أصحابه وسألهم أن يفتحوا له الباب فأبوا
فقال: أرسلني فإنّي أفتح الباب فأخذ عليه موثقاً وأرسله فدخل وفتح الباب حتّى دخل
خالد وأصحابه وأعطاه ثماني مائة رأس وألفي بعير وأربعمائة درع وأربعمائة رمح
وخمسمائة سيف فقيل ذلك منه وأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحقن
دمه وصالحه على الجزية([506]).
وروى البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وذكر
الإسناد مرفوعاً إلى أبي الأسود عن عروة قال: لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قافلاً من تبوك([507]) إلى المدينة حتّى إذا كان ببعض الطريق مكر
به ناس من أصحابه فأتمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق وأرادوا أن يسلكوها معه،
فأُخبر رسول الله خبرهم، فقال:
من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنّه أوسع لكم.
فأخذ
النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم العقبة وأخذ النّاس بطن الوادي إلاّ النفر الّذين
أرادوا المكر به استعدّوا وتلثموا([508]) وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر فمشيا معه مشياً وأمر عمّاراً أن يأخذ بزمام
النّاقة وأمر حذيفة أن يسوقها،