نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 200
فقال: اعقل ما بين أربعة
إلى مائة قال: قلت: بأبي أنت وأُمّي ما أكرمكم وأحلمكم وأجملكم وأعلمكم فقال لي:
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاك أربعاً وجعلك مع المهاجرين
فإن شئت فخذها وإن شئت فخد المائة وكن مع أهل المائة.
قال: فقلت لعليّ عليه السلام: أشر أنت عليَّ، قال:
فإنّي آمرك أن تأخذ ما أعطاك وترضى.
قال: فإنّي أفعل.
فغضب قوم من الأنصار لذلك وظهر منهم كلام قبيح حتّى قال
قائلهم: لقي الرَّجل - أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أهله وبني عمّه ونحن
أصحاب كلّ كريهة، فلمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما دخل على الأنصار
أمرهم أن يقعدوا ولا يقعد معهم غيرهم. ثمَّ أتاهم شبه المغضب يتبعه عليٌّ عليه
السلام حتّى جلس وسطهم، فقال:
ألم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النّار فأنقذكم الله منها بي؟
قالوا: بلى ولله ورسوله المنُّ والطّول والفضل علينا،
قال:
ألم آتكم وأنتم أعداء فألّف بين قلوبكم؟
قالوا:
أجل، ثمَّ قال:
ألم آتكم وأنتم قليل فكثّركم الله بي.
وقال ما شاء الله أن يقول ثمَّ سكت، ثمَّ قال:
ألا تجيبوني؟
قالوا: نعم نجيبك يا رسول الله، فداك أبونا وأُمنا، لك
المنُّ والطّول والفضل، قال:
بل لو شئتم قلتم: جئتنا طريداً مكذَّباً فآويناك وصدَّقناك وجئتنا خائفاً
فآمنّاك.
فارتفعت إليه أصواتهم وقام إليه شيوخهم فقبّلوا يديه
ورجليه وركبتيه وقالوا: رضينا عن الله وعن رسوله وهذه أموالنا أيضاً بين يديك
فاقسمها بين قومك إن شئت، فقال:
يا معشر الأنصار أوجدتم في أنفسكم إذ قسّمت مالاً أتألّف به قوماً
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 200