فما خلق
الله منهم إنساناً إلاّ ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة فولّوا مدبرين([478])، فأتبعهم المسلمون فقتلوهم وغنّمهم الله
نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم وفرَّ مالك بن عوف حتّى دخل حصن الطائف في ناس من
أشراف قومهم وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكّة حتى رأوا نصر الله وإعزاز دينه.
قال أبان: وحدَّثني محمّد بن الحسن بن زياد عن
أبي عبد الله عليه السلام قال:
سبى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يوم حنين أربعة آلاف رأس واثني عشر ألف ناقة سوى ما لا يُعلم
من الغنائم وخلّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنفال والأموال والسبايا
بالجعرانة وافترق المشركون فرقتين فأخذت الأعراب ومن تبعهم أوطاس، وأخذت ثقيف ومن
تبعهم الطائف، وبعث رسول الله أبا عامر الأشعري إلى أوطاس فقاتل حتّى قتل، ثمَّ
أخذ الرَّاية أبو موسى الأشعري وهو ابن عمّه فقاتل بها حتّى فتح عليه([479]).
المسألة السادسة والعشرون: غزوة
الطائف
ثمَّ كانت غزوة الطائف، سار رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إلى الطائف في شوّال سنة ثمان فحاصرهم بضعة عشر يوماً، وخرج نافع
بن غيلان بن معتّب في خيل من ثقيف فلقيه عليٌّ عليه السلام في خيله فالتقوا ببطن
وجّ([480]) فقتله عليٌّ وانهزم المشركون ونزل من حصن
الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من