ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدراهم بكلتا يديه فأعطاها - بعض أصحابه - فاشتروا لفاطمة وعلي ما يصلحهما من ثياب وأثاث البيت، فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم، وخمار بأربعة دراهم، وقطيفة سوداء خيبرية، وسرير مزمل بشريط، وفراشان من جنس مصر، حشو أحدهما ليف، وحشو الآخر من جز الغنم، وأربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر، وستر من صوف، وحصير هجري، ورحا اليد، ومخضب من نحاس، وسقي من أدم، وقعب للبن، وشيء للماء ومطهرة مزفتة، وجرة خضراء، وكيزان خزف.

فلما عرضوا المتاع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقلبه بيده ويقول:

بارك الله لأهل البيت»([291]).

دروس منتقاة من زواج فاطمة عليها السلام

إنّ حياة أهل البيت عليهم السلام تظل دائما سراجا يضيء الدرب للسائرين في الحياة، فضلا عن بيان طريق الآخرة للسالكين لنيل رضا رب العالمين.

ومن زواج فاطمة نستلهم الدروس في بناء نواة الحياة الأسرية في المجتمع المسلم ومن زواجها نلتفت إلى ما يمكن أن يكون منغصا للحياة الزوجية فنتجنبه ولكي يُعنى الرجل والمرأة بما يقومان به في تكوين حياة مشتركة.

من هنا: نجد أن هذه الحياة الأسرية الأنموذجية التي تكونت من علي وفاطمة عليهما السلام كانت تمتاز ببعض المميزات:

1ــ قلة المهر: لا يخفى على أهل المعرفة والاطلاع أن مهر

[291]الأمالي للشيخ الطوسي: ص40 و 41.