إنّ دراستنا للسيرة النبوية أو سيرة أهل بيته المعصومين عليهم السلام من هذه الزاوية تهدف إلى معرفة الحكم الشرعي من خلال الواقعة السلوكية سواء أكانت هذه الواقعة فعلا مباشراً صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أم كان إقراراً منه لسلوك أحد المسلمين صدر أمامه، وسواء أكانت الواقعة السلوكية ضمن وقائع الحياة اليومية المتكررة للنبي كالصلاة مثلاً، أم كانت ضمن واقعة تاريخية واحدة كقسمته صلى الله عليه وآله وسلم لغنائم الحرب في معركة بدر.

وتقوم هذه الزاوية من الدراسة على أساس العقيدة بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصمة أهل بيته وكونهم قد جعلوا للناس أئمة يقتدى بهم أحياءً وأمواتاً.

ثانياً: الزاوية العقائدية

إنّ دراستنا للسيرة بهذه الزاوية تهدف إلى معرفة ما تنطوي عليه حوادث التاريخ النبوي من دلالات عقائدية.

وتقوم هذه الزاوية من الدراسة على أساس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم شخص صُنِعَ على عين الله تعالى فجاءت حياته منذ ولادته، بل قبل ولادته حقلاً تظهر فيه رعاية الله تعالى الخاصة بشكل ملحوظ، وتشتدّ هذه الظاهرة عند البعثة وحتى التحاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرفيق الأعلى.

ومن هنا تكون قصص حياة النبي والوصي تجسيداً للعقيدة الإسلامية بالله وبالنبي والوصي، وبسبب ذلك سمّي القرآن الكريم هذه القصص والحوادث بـ(الآيات) ودعا الإنسان إلى التفكير فيها لأخذ العبرة منها وجعلها نظيراً للظواهر الكونية حيث سمّاها (آيات) أيضا ودعا الإنسان إلى التفكير فيها وأخذ العبرة منها أيضاً.

قال الله تعالى:

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ