نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 86
للاختصار، ويؤيد كذب روايات النهي عن البكاء ما جاء عن ابن
عباس حينما قيل له إن فلاناً نهى عن المتعة فقال: «انظروا في كتاب الله فإن
وجدتموها فيه فقد كذب على الله وعلى رسوله وإن لم تجدوها فقد صدق»([112])، ونحن لو طبقنا هذه
القاعدة وفتشنا عن قول منكري البكاء وأن الميت يعذب ببكاء من يبكي عليه من أهله
لوجدناها مفقودة من الكتاب العزيز، بل لوجدنا أن المذكور في القرآن على خلاف ما
أدعوه، فلا نتحرج حينئذٍ أن نقول بكذب هذه الأخبار على الله وعلى رسوله صلى الله
عليه وآله وسلم، ولا ذنب لنا في تكذيبها فنحن نتبع سنة صحابي جليل عرف فضله جميع
المسلمين وهو ابن عباس رضي الله تعالى عنه.
ثانياً: ومما يؤكد لنا كذب هذه
الروايات هو أنها مخالفة لسنن الأنبياء العظام فقد أوضحنا في هذا الكتاب أن الحزن
والبكاء كان شعار الأنبياء العظام، وسنة من سننهم، وقد بكى آدم عليه السلام على
ولده هابيل الذي قتل ظلماً بيد أخيه قابيل، فمن غير المعقول أو المقبول أن يقوم
هؤلاء العظماء بفعل شيء يجلب عليهم الضرر في دينهم ويفعلوا ما يجلب السوء والعذاب
لأعزائهم من الأموات.
فالبكاء والحزن سنة من سنن الأنبياء
عليهم السلام فلا ينبغي لعاقل أن يزهد في سننهم ألا أن يكون سفيها نفسه ناقصا عقله
بشهادة قوله تعالى: ((وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ
إِلَّا
[112] المغني لعبد الله بن قدامة: ج 3، ص 238. والشرح
الكبير لعبد الله بن قدامة: ج3، ص238.
نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 86