قد أصبح من البديهيات لدى جميع الفرق الإسلامية أنّ سيرة المتشرعة حجة يمكن من خلالها استكشاف الجواز والحرمة الشرعية.

ونقصد بسيرة المتشرعة هنا، تلك الأفعال والأقوال التي كان يمارسها المجتمع المسلم في عصر المعصومين عليهم السلام بدءا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومروراً بخلفائه الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام.

ولو رجعنا إلى المصادر التاريخية لَتبيّنَ لنا جلياً أنّ سيرة الصحابة الذين كانوا في عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلموتحت إشرافه المباشر كانت جارية على الحزن والبكاء على أعزائهم من الموتى وبالخصوص الشهداء منهم، ومن له منـزلة اجتماعية أو خصوصية إضافية كما سيأتي من فعل أم سلمة عند بكائها على أحد المسلمين مات في بلد الغربة.

ومن كثرة تلك الشواهد التاريخية نستطيع أن نستدل بمجموعها على الجواز الشرعي للبكاء والحزن على الأموات والشهداء والغرباء، وسادة القوم، ومن له منزلة اجتماعية هامة، ويقوي هذا الاستدلال أن كثيراً من تلك التصرفات والأفعال قد وقعت تحت نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم،