ومن تلك الأحداث الكونية التي احتفظ بها التاريخ ما رواه ابن عساكر في ترجمته للإمام الحسين سلام الله عليه من تاريخه نقلاً عن خلف بن خليفة عن أبيه قال: «لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهاراً حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر»([135]).

وعن عيسى بن الحارث الكندي قال: «لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضاً»([136]).

وعن ابن سيرين قال: «لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي»([137]).

فإذا كانت السماء تبكي لفقد الحسين عليه السلام ولم يمنعها خالقها من ذلك وإذا كانت الكواكب يضرب بعضها بعضاً لما جرى على سيد الشهداء وأهل بيته، وهي التي لم يخلق لها الله سبحانه إحساساً ولا شعوراً ولكنها مع ذلك تفاعلت مع الفاجعة، أفلا يحق لنا التفاعل والبكاء مع سيد الشهداء ونحن بشر قد خلقنا من عاطفة وأحاسيس؟.