نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 9
عليه حالهم من
المعاناة، والألم النفسي الذي يتجرعونه، وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذه الحقيقة العلمية بقوله:
«ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه
وصفحات وجهه»([6]).
فأراد
هؤلاء أن يبينوا الحال الذي عليه أدمغتهم وما يجري فيها من غليان، فأشاروا إلى
المسبب لهذا الغليان، ونسبوا إليه الحال الذي هم فيه.
ومما يؤسف له أن صحاح المسلمين تنقل عن ألسنة هؤلاء
المنافقين حديث: «الضحضاح»!! دون أن تضع نصب أعينها حرمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يصفون كافل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحامي النبوة بهذا الوصف الذي يندى له جبين
الإنسانية.
فكان الغرض من هذا الوصف هو نسب الكفر إلى أبي طالب ــ والعياذ
بالله ــ مما دعا كثيراً من العلماء من السنة والشيعة إلى الدفاع عن ناصر الإسلام
وحامي النبوة، فكتبوا العديد من الكتب والبحوث تناولوا فيها الرد على ما ورد عن
ألسنة المنافقين وما نسبوه إلى أبي طالب عليه السلام من عدم الإيمان بالله والنبوة، نذكر منهم تيمناً:
1 ــ إيمان أبي طالب عليه السلام تأليف الشيخ المفيد رحمه الله وهو أقدم ما كتب في هذا الموضوع، وكان قدس سره قد ابتدأه بقوله: «فإنني مثبت بتوفيق الله
عز وجل، وما يهب من التسديد، طرفاً من المقال في المعنى الذي كنت أجريت منه جملاً
«بحضرته معاينة»([7])،
وما في
حيزه بيان الطرف والجمل من الدلائل على إيمان أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن
عبد مناف عليه السلام، المقتضبة من مقاله وفعاله، التي
لا يمكن دفعها إلا بالعناد، وإن كنت قد أشبعت الكلام في هذا الباب في مواضع من
كتبي المصنفات، والأمالي المشهورات ليكون ما يحصل به الرسم في هذا المختصر تذكارا،
ولما أخبرت
[6]
نهج البلاغة ــ خطب الإمام علي عليه السلام ــ: ج4، ص 7.
[7] أراد بذلك: أحد
أساتذته الذين عرض عليهم بعض جمل هذا الكتاب.
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 9