responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 8
الإنسانية؛ وحرفاً من حروف أبجدية الحضارة الإسلامية؛ فبه يكتمل مفهوم هذه الأبجدية، وبدونه يظهر الإسلام كشيفرة وقف عندها الأعراب كثيراً؟!. حتى حارت فيها عقولهم وعجزت عن إدراكها أذهانهم؛ واستنكرتها قلوبهم.

وأنى لهم الوصول إلى معرفة هذه الشخصية والإحاطة بها والقرآن ناطق بعجزهم إذ:

(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) ([4]).

ولما دخل هؤلاء الأعراب إلى الإسلام وجاءوا إلى هذه الأبجدية وحاولوا قراءتها، احتارت عقولهم عند أحد رموزها، واضطربت قلوبهم من وجودها.

فكيف ترضى تلك القلوب التي لم يدخلها الإيمان ان ترى أبا طالب أحد رموز هذا الإيمان، وأحد عناصره؟.

بل كيف لهذه العقول ان تفتح أبوابها لترد عليها هذه الأبجدية وأحد حروفها أبو طالب عليه السلام.

بل كيف لهذه القلوب ان تهدأ نيران حقدها وغيظها على أبي طالب وقد فوت عليهم مراراً فرص النيل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فكان هذا التحسس وهذا الشعور بالألم حتى التضور بفعل نيران بغضهم وأحقادهم التي تغلي منها أكبادهم ان قالوا:

«ان أبا طالب في ضحضاح من النار يغلي منها دماغه»([5])؟!.

وفي الواقع ان أدمغتهم هي التي تغلي من نيران أكبادهم... وتتلظى من أجمار قلوبهم.

لان هذا الحديث من الناحية النفسية يكشف عن حقيقة هؤلاء وما


[4] سورة الحجرات، الآية: 14.

[5] صحيح البخاري، باب: حديث الإسراء، ج 4، ص 247.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست