والسؤال
المطروح هو: أفبعد هذا البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام كيف يكون حال أبيه، أبي طالب عليه السلام في عقول بني أمية؟ ألا تغلي أدمغتهم بضحضاح نار حقدهم على
أبي طالب عليه
السلام.
إذن:
هذا هو حال تدوين السيرة النبوية في
عصر ملوك بني أمية، وهي أي هذه السيرة ترتبط بمن يقولون أنهم من أتباع دينه فكيف
تكون عندهم سيرة من لا يعتقدون به؟ وكيف تكون سيرة من يبغضونه كل هذا البغض الذي
دلت عليه الرواية.
المسألة الثانية:
دور حكام بني العباس في تدوين السيرة النبوية
بعد أن انتهت محاولة كتابة السيرة النبوية في حكم عبد الملك بن مروان بتلك
النهاية المفجعة فضاعت معها معالم أمةٍ كاملةٍ وأحرقت انجازات الرسالة المحمدية في
حقبة أسياسية لقيامها، وهي بيعة العقبتين، ومعركة بدر مع مالهما من الخصوصية التي
أظهرتها الآيات القرآنية، فمع كل هذا وغيره، فانّ حال تدوين السيرة النبوية في
دولة بني العباس وما تلاها إلى يومنا هذا لم يكن أفضل مما كان عليه في العهد
الأموي.
غير أنّ
الفارق بين العصر الأموي والعصور التي تلته ــ فضلاً عن تدخل السلطة العباسية ــ
هو تعرض شيخ كتاب السيرة رحمه الله
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني جلد : 1 صفحه : 85