والحادثة
التي مرّ ذكرها لا تحتاج إلى تعليق، فهي واضحة الدلالة في تدخل حكام بني أمية في
تدوين السيرة النبوية؛ ويا ليت ان الأمر اقتصر على التدخل في كتابتها، بل حرق هذه
السيرة وإتلافها لكونها لم تتضمن بين ثناياها أي ذكر لبني أمية في مواضع الخير
التي حفت بها سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وما أدري
ما هو ذنب السيرة إذا كان بنو أمية قد تعاقدوا مع الشر فكانوا حضوراً معه أينما
حضر؛ هذا من جانب.
والجانب
الآخر: إذا كانت السيرة النبوية
في زمن عبد الملك بن مروان ينتهي بها الحال إلى الحرق لخلوها من ذكر طيب لآل عبد
الملك بن مروان فكيف يكون حالها وهي تضم مناقب بني هاشم وعلى رأسهم علي بن أبي طالب
عليه السلام.
ولذلك: كانوا إذا مرّ بهم حديث فيه ذكر لعلي بن أبي طالب
عليه السلام يتعاملون معه تعاملاً خاصاً يدل عليها
الشاهد الآتي:
روى أبو الفرج الأصفهاني: «إنّ خالداً القسري([180])ــ
وهو أحد ولاة