responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 78
لو أخذنا بعين الاعتبار أن النهج الذي ينتهجه الأنبياء عليهم السلام في تبليغ الأحكام قائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس على القوة، وان كانوا مؤيدين ومسددين من السماء، إذ «أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسبابها»([171]). فكان من أسباب قيام هذا الدين وجود أبي طالب رضوان الله تعالى عليه.

إذن:

حقيقة إسلام أبي طالب عليه السلام قد عرفها المحب لعلي بن أبي طالب عليه السلام والمبغض، والفرق بينهما:

أنّ المحب قال: إنّ أبا طالب كان مؤمناً لكنه لم يظهر ذلك لساناً بنطق الشهادتين.

وإنما أظهره بفعله الذي لم يأتِ بمثله أحد من العالمين فيما إذا أخذنا بعين الحسبان ما يمتاز به الزمان والمكان والأشخاص الذين بعث فيهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

وبمعنى آخر: إنّ أبا طالب لم يُظهر إسلامه بنطق الشهادتين أمام الملأ من قريش ولكنه أظهر إيمانه بيده ولسانه وقلبه بل أنّ كل ذرة في كيان أبي طالب عليه السلام تنطق إيماناً وجهاداً.

وأما المبغض فيقول: «أنه مات على دين قومه، ولم يسلم، وأنه في ضحضاح من النار».

وأعجب ما قيل في هذا الصدد، هو قول ابن كثير الأموي، الذي ذهب: إلى أنّ الله تعالى قد حكم وقضى على أبي طالب بأنْ يكون على دين قومه ويموت كافراً ويدخل النار ويعذب بنعلين يغلي منها دماغه.

وهذا نص قوله: «وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى، ومما صنعه لرسوله من الحماية، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ولاجترؤوا عليه، ولمدّوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه، وربك يخلق ما يشاء


[171] الكافي، الشيخ الكليني، باب: معرفة الإمام والرد إليه، ج 1، ص 183.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست