وعلى الرغم من انني لم أعثر على نسخة ثانية لمخطوط شرف المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، أو أن أجد هذه الرواية في مصدر آخر. إلاّ أن السياق العام الذي احتوته الروايات التي تحدثت عن السيرة النبوية وما اشتهر عن كونها كانت سرية لترجح ان قوله: «فاكتم عليّ» هي في الأصل: «فاكتم عليه». فحرفت أو صحفت الكلمة كي تتطابق مع ما رواه البخاري لحديث الضحضاح.

ومما يدل عليه: إنّ كثيراً من المخطوطات قد تعرضت لوقوع التحريف والتصحيف؛ والتصحيف هو: «صحف الكلمة: كتبها أو قرأها على غير صحتها لاشتباه في الحروف»([105]).

وقيل: ان الكلمة المصحّفة، هي: الكلمة الموضوعة خطأ نتيجة لإهمال الناسخ أو الطابع أو جهل كل منهما وغالباً ــ أو عند الأكثر ــ لا يفرق بين التصحيف والتحريف من حيث المعنى فكل خطأ في كتابة أو قراءة الكلمة هو تصحيف ويقال له أيضاً تحريف»([106]).

ومن الذين لا يفرقون بين التصحيف والتحريف المتنبي حيث يقول:

جرى الخلف إلا فيك أنك واحد

[105] القاموس المحيط: مادة صحف.

[106] أصول تحقيق التراث لعبد الهادي الفضلي: ص 179 ــ 180.