فإذا كانت الرهبان، والكهنة، والمنجمون، والعالم كله، قد علموا وأيقنوا بولادته صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بجده عبد المطلب وعمه أبي طالب رضوان الله عليهما.

ثانياً: ظهور البركة معه صلى الله عليه وآله وسلم وحلولها أينما نزل

من الدلائل التي ظهرت لأبي طالب عليه السلام في ابن أخيه صلى الله عليه وآله وسلم هي ظهور البركة معه، وحلولها أينما نزل، هذه الآية الربانية كانت ترافق النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ ولادته ولاسيما حينما أرضعته حليمة السعدية([58]).

ثالثاً: ظهور آيات منه صلى الله عليه وآله وسلم بعد العاشرة من عمره بقليل

روى ابن كثير قائلاً: «فلما كان له بضع عشرة سنة خرج معه الزبير إلى اليمن. فذكر أنهم رأوا منه آيات في تلك السفرة منها:

1 ــ أن فحلا من الإبل قد قطع بعض الطريق في واد ممرهم عليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برك حتى حك بكلكله([59]) الأرض فركبه عليه الصلاة والسلام([60]).

2 ــ ومنها انه خاض بهم سيلاً عرما فأيبسه الله تعالى حتى جاوزوه»([61]).

[57] أضواء البيان للشقنيطي: ج 8، ص 383.

[58] البداية والنهاية: ج 2، ص 334.

[59] الكلكل: الصدر من كل شيء، وقيل هو ما بين الترقوتين.

«لسان العرب لابن منظور: فصل الكاف، ج 11، ص 597».

[60] السيرة النبوية لابن كثير: ج 1، ص 232.

[61] البداية والنهاية لابن كثير: ج 2، ص 338.