responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 20

قبل البدء في ذكر الأدلة والقرائن التي تبين أنّ أبا طالب عليه السلام هو «ثالث من أسلم» نشير إلى الملاحظة الآتية:

«ربما يظن البعض انّ هناك نصاً صريحاً يشير بوضوح إلى هذه المسألة، فنقول: لو كان لدينا نص صريح لما كانت هناك مشكلة أصلاً، ولتمكن كثيرٌ من العلماء والباحثين من الاحتجاج بهذا النص الصريح ولانتهى الأمر، وبخاصة عند طائفة كبيرة من المسلمين.

لكن الأمر هنا يختلف تماماً فلقد عمد أعداء الله إلى صياغة الأمور بشكل محكم ليضلّوا كثيراً من الناس، ويصدوهم عن السبل المؤدية إلى الطريق المستقيم.

ولكن مهما كان العمل محكماً يبقى ضعيفاً لأنه مستمد من كيد الشيطان، والله تعالى يقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) ([51])، وهو في نفس الوقت منحصر بهم، (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ([52]).

وإنّ الله عز وجل غالب على ما يمكرون، (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ([53]).

ومن هنا فأننا سرنا مستعينين بالله وبعترة النبي الهادي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين غير مدخرين جهداً في الوصول إلى هذه الحقيقة، سائلين الله تعالى القبول وله الفضل والمنّة.

رواية الحافظ الخركوشي رحمه الله([54])


[51] سورة النساء، الآية: 76.

[52] سورة فاطر، الآية: 43.

[53] سورة آل عمران، الآية: 54.

[54] ترجم له الذهبي بقوله: «الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو سعيد، عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم، النيسابوري الواعظ. وخركوش: سكة بنيسابور؛ حدث عن: حامد الرفاء، ويحيى بن منصور، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وطبقتهم. وتفقه بأبي الحسن الماسرجسي، وسمع بدمشق وبغداد ومكة، وجاور وصحب الكبار، ووعظ وصنف، ورزق القبول الزائد، وبعد صيته. له تفسير كبير، وكتاب «دلائل النبوة» وكتاب الزهد.

حدث عنه: الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي وأبو القاسم التنوخي، وأبو القاسم القشيري، وأبو صالح المؤذن، وأبو بكر بن خلف، وخلق ــ كثير ــ.

قال الحاكم: أقول إني لم أر أجمع منه علما وزهداً، وتواضعا، وإرشادا إلى الله وإلى الزهد، زاده الله توفيقاً، وأسعدنا بأيامه وقد سارت مصنفاته ــ في كل مكان ــ. توفي في جمادي الآخرة سنة 407هـ وكان ممن وضع له القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء وكان يعمل القلانس ويأكل من كسبه، بنى مدرسة وداراً للمرضى، ووقف الأوقاف، وله خزانة كتب موقوفة.

«سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 17، ص 256».

وقال الخطيب البغدادي عنه: «كان ثقةً ورعاً صالحاً». «تاريخ بغداد: ج 10، ص 432».

وقال الزركلي: من فقهاء الشافعية بنيسابور، من كتبه البشارة والنذارة، وتفسير الأحلام، وسير العباد والزهاد، ودلائل النبوة، وشرف المصطفى ثمانية أجزاء، وغيرها.

«الأعلام للزركلي: ج 4، ص 163».

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست