والحديث الشريف قد تضمن مسائل عديدة منها ما يتعلق بفضل هذا العيد ومنها ما يتعلق بالعيدية التي حملت من الخصائص والامتيازات ما لم تتوفر في غيره من الأعياد.

أولاً: ما هي عيدية الغدير عند أهل السماء وأهل الأرض

أشار الحديث الشريف الوارد عن الإمام الرضا عليه السلام إلى أن عيدية عيد الغدير عند أهل السماء لتختلف عن عيدية أهل الأرض فأما أهل السماء فإنهم ليتعايدون فيما بينهم في عيد الغدير بما يتناسب مع كيفية عالم السماء، بمعنى لا يمكن أن ترى عين الإنسان قصراً من ياقوتة في الحياة الدنيا مهما طال عمرها، ولن ترى عين الإنسان طيوراً على الشكل الذي تحدثت به الرواية إلا أن التربية النفسية التي يربينا عليها الحديث هو أن أهل السماء يحتفلون بهذه الطريقة لأنهم يعرفون قيمة هذا اليوم عند الله؛ بمعنى كلما أدركنا قيمة وشأن هذا اليوم كلما انعكس ذلك على طريقتنا في إظهار الفرح والسرور وتكريم المؤمنين الذين لزموا ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام. ولو شاء الله تعالى أن يكشف للمؤمنين عن أبصارهم لرأوا الملائكة تصافحهم وتعايدهم في هذا اليوم وتشاركهم فرحتهم وسرورهم، وهي في حقيقة الأمر لتفعل ذلك كما أشار الحديث الشريف إلا إننا لا نرى الملائكة عليهم

[18] التهذيب للشيخ الطوسي رحمه الله : ج 6، ص 24. وسائل الشيعة (آل البيت عليهم السلام) للحر العاملي: ج 14، ص 388. الغارات للثقفي: ج 2، ص 859، تحقيق الحسيني. اقبال الأعمال للسيد ابن طاووس: ج 2، ص 269. بحار الأنوار للمجلسي: ج 94، ص 119. مصباح المتهجد: ص 738.