المسألة الثانية: عيد الأضحى

ويلي عيد الفطر من حيث البهجة والسرور عيد الأضحى الذي ينشر فرحه وسروره بالدرجة الأولى على الحجاج الذين قدموا لتأدية المناسك التي تجللها الفرحة مع كونها شديدة في شروطها وحدودها وأحكامها وهو ما عبرت عنه الآية المباركة: (لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ).

ولذلك تكون عيدية الحجاج هي التوفيق والفوز بإنجاز هذه المناسك. ومنها تكون فرحة المسلمين عموماً لأنهم يرون إخوانهم قد أحيوا هذه الفريضة ونالوا الرحمة والمغفرة من الله تعالى، فهم يشاركونهم في فرحتهم.

وللعيدية في عيد الأضحى معنى آخر: وهو إن المسلمين يتعايدون فيما بينهم لأنهم يرون عزّ الإسلام الذي أظهره هؤلاء الحجاج الذين تحملوا المشاق العظيمة وجاؤوا لإحياء هذه الفريضة التي يهابها الناس وعلى مختلف أديانهم في هذه المواقف لأنهم موحدون على اختلاف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم ومستوياتهم وان عيديتهم هي سقوط هذه الفروقات الاجتماعية والعرقيّة فالكل هنا قد عاد الله عليهم بالخير والرحمة والمغفرة والعزة لأنهم عملوا على تشييد دينهم وتثبيت قيمه في أنفسهم وفي عيون غيرهم من الناس، وهو ما أشارت إليه الزهراء عليها السلام في بيانها لفلسفة الأحكام حينما ألقت